روي الإمام البخاري في صحيحه عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله
عليه وسلم قال: "لتتبعن سنن من كان قبلكم شبراً شبراً وذراعاً ذراعاً حتى
لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم. قلنا: يا رسول الله، اليهود والنصارى؟ قال: فمن؟
".
الحديث له ألفاظ أخري يجتمع فيها نفس المعني وأيضاً جحر الضب
لماذا جحر الضب !
كان هذا التساؤل يراودني ، فما ينطق به النبي صلي الله عليه وسلم هو وحي
مبلغ له عن جبريل عن رب العزة ، فلماذا اختار الله جحر الضب ولم يكن جحر
لحيوان آخر من المشهور عنهم الحياة داخل الجحور ، لماذا !
بحثت في الأمر كثيراً ، حتي شاهدت مرئية لأخوة من الجزيرة العربية يصطادون ضب ، وهنا كانت المفاجأة !
وجدتهم يصطادون الضب ، بملئ جحره ماء كثيف ، فيضطر للخروج فيمسكون به مباشرة
حيث أن الضب يقوم بعمل فتحة واحدة للجحر بعكس بعض الحيوانات التي تعمل عدة فتحات للجحر بغرض التهويه والتمويه للهروب من الأعداء
إذن جحره هلكة ، مميت لمن بداخله ، فلو قام أحد بغلق هذه الفتحة عليه لم
يستطيع الخروج ومات مدفوناً بداخلها أو يغمره بالماء فيضطر للخروج أمام
أعداءه ويمسكونه كما هو حال صيده من داخل الجحر ، كما أن جحره عفن فاقد
للتهوية فكما قال أهل المعرفة بالأجحار أن جحر الضب يجمع بين القذارة
الشديدة ، والضيق الشديد ؛ الأمر الذي لا يدع لعاقل مجالا لرؤية أي جماليات
فيه فلا نجاة فيه ولا جمال فيه يجذب من يدخله
وكأن الرسول صلي الله عليه وسلم يريد أن يقول لنا ، انكم ستتبعون سنن
وأفعال الكافرين وتسيرون علي خطاهم خطوة خطوة حتي الشئ الواضح فيه الهلاك
والخبث ستفعلونه لمجرد التبعية رغم وضوح مهلكته وخبثه
وهذا واضح في كثير من القضايا التي أثبتت فشلها في الغرب ، ومع ذلك نريد أن نسير عليها رغم شكوي الغرب منها
كقوانين الأسرة والزواج المدني وأمراض الشذوذ والموضة القاتلة وقوانين
العلاقات الأسرية وتحرر الفتيات من الولاية بعد سن محدد وحرية الزنا وغيرها
مما تشمئز منه النفوس السوية
لقد صدقت علينا نبوة رسولنا صلى الله عليه وسلم ، فاتبعنا الغرب الذي يقوده
اليهود والنصارى شبرا، شبرا، وذراعا، ذراعا،حتى عبادة الشيطان، لم تعد سوى
تعبيرا ، عن الحرية الشخصية . لقد فقدنا هويتنا، وتقمصنا شخصية الغرب .
علينا أن نعيد بناء شخصيتنا، ونرفض الشخصية الضبية ، ونحافظ على هويتنا،على
أساس قوله تعالى "وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق
بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون" (الأنعام 153) .
وإلا سيكتب علينا ، وإلى الأبد البقاء في جحر الضب