خواطر عن الجنةه

موضوع: خواطر عن الجنةه الجمعة مارس 29, 2013 10:45 pm

أسرح كثيرا بخاطري في الجنة التي وعد الله المتقين … و أتأمل معها في كلمة المتقين … و أزيد قناعة برحمة الله و فضله و كرمه ..
الجنة التي وصفها القرآن بأوصاف تخلب الألباب .. من الأنهار الجارية و الطيبات المتنوعة التي لا حد لها … و يقول تعالى فيها أنها تحوي ما لا عين رأت , و لا أذن سمعت , و لا خطر على قلب بشر .. و هناك عبارة شهيرة , غاية في المعنى … تقول " كل ما خطر في بالك … فالجنة أكبر من ذلك " ..
و لا يحسب المرء أن ما فيها يقتصر على الأنهار و المزروعات و المأكول الطيب و و و .. و إنما أكثر المولى من ذكر هذه الأوصاف , كونها كانت غاية مطمح الأعراب وقتها … فهم يعيشون في الصحارى و يعانون الحروب و الغزوات , و الحر و القيظ , و قلة الفاكهة التي لا يساعد جوهم على استنباتها … فكانت تلك المواصفات غاية أمانيهم في الجنة ..
و لكن تعقيب المولى بقوله " و لا خطر على قلب بشر " هو تعقيب يحمل كل ما يتمناه المرء في جنته و ما لا يخطر على باله من النعيم .
دعونا نتخيل قليلا غاية ما نتمنى في دنيانا :
المسكن الواسع الفاره … المناخ المعتدل دوما … الأكل الطيب الذي لا يصيبنا بسمنة أو أي مرض .. الفرح الدائم … الشباب الدائم … المتع الجنسية بلا كلل أو ملل أو أذى … الصحبة الحبيبة … المنظر الجميل … .. أعتقد أن هذه متع يجتمع عليها الجميع ..
و هناك متع تخص أفرادا بعينهم … فهم يرونها غاية المتعة , بينما لا يرى آخرون فيها ذلك … مثلا الألعاب التي يحبونها .. الهوايات التي ألفوها … ماذا بعد ؟؟؟

كل ذلك في الجنة و أكثر … بل إنه يكفي أن هذه المتع خطرت في بالنا , ليكون في الجنة أكثر منها .. ألم يقل تعالى " و لا خطر على قلب بشر " ؟

أجِل نظرك في أجمل البقاع في الدنيا … و تذكر أن الجنة فيها أضعاف ذلك .. أجِل نظرك في متع الدنيا كلها … و تذكر أنها بجانب الجنة و متعها هباءا منثورا

كلنا يعمل ليحصل على قوت يومه .. و يجتهد حتى يحصل على الأجر الذي يصرفه في التمتع بما يتمنى … و لكن هذه المتع التي حصلناها , مهما عظمت لها عيوب تفسد علينا لذة التمتع بها , و من هذه العيوب :

1- هي متع محدودة , بمعنى أن فرحتنا بها لا تدوم , كالطفل , يفرح باللعبة عندما تأتيه في المرة الاولى .. و بعد فترة يفقد حماسته تجاهها و يرغب في غيرها ..
2- هي متع قاصرة .. يحدها القدرة … فالمال مهما امتلكته , لا يمكنه إحضار كل المتع لك , سينفذ يوما … و بعض المتع أغلى من مقدرتك الشرائية …. و يحدها القدرة من حيث قدرتك الذاتية … فأنت مهما كنت ترى في طيران العصفور متعة , فلن تستطيع يوما التحليق مثله .. و إن استطعت فبواسطة أدوات … و هي أدوات محدودة … و مهما كنت تحب نوعا من المأكولات , فلن تستطيع تناوله بكثرة مهما اشتهيت , فقد تصاب بالأمراض .. و حتى لو تناولته كيفما أردت , فإن لذته ستنقضي يوما و تمله …
3- هي متع محدودة … فمتع كالمتعة الجنسية , هي محددة لك فيما أحله الله لك … و هذا لا يكون متاحا في كل وقت … و فيه صروف من الأذى و الاستقذار النسبي ما يحمل فاعله على الاغتسال بعد الانتهاء منه … و هو محدود بقدرة معينة لا تملك لها زيادة مهما تمنيت … و حتى من يتناول هذه المتعة بغير الطريق التي أحل الله … فهو يكون في خوف و قلق أن تصيبه احد الأمراض المعدية … و إن أمن المرض فهو في النهاية بشر .. له قدرة لن يتجاوزها و ستضمحل يوما …

كل هذه و أكثر , عيوب للمتع الدنيوية … و يكفي العيب الأكبر فيها للزهد فيها … و هو عيب انها ستنتهي يوما ما … إما بانقضاء لذتها , أو فواتها , أو فوات الدنيا بأسرها على صاحبها فيموت ..

و لكن

متع الجنة لا عيوب فيها فهي خالصة من الشوائب
لا تنقضي .. فأنت خالد فيها و هي مخلوقة لك متجددة على الدوام
لا حدود لها … فقد وهبك الله القوة عليها كلها و آتاك إياها بغير حساب

و بعد
ماذا تنتظر حتى تنال تلك المتع ؟؟؟؟
لم يطلب منك الله كثيرا … اتق الله .. فقط .. اتق الله …
اعبده على المنهج الذي أراده و اتقيه … اصبر على كل شهواتك … المحرمة منها قبل الجائزة … اصبر على كل المصائب … احمده على السراء و الضراء …
احرص على اجتياز امتحان الدنيا بنجاح … تفز بهذه الجنة .. اقصد الجنان …
كم مدة الامتحان ؟؟ خمسين سنة ؟ ستين ؟ سبعين ؟ مائة ؟؟؟؟
كم مدة الجائزة ؟؟؟ لا مدى لها …. خالدا فيها بإذن الله
هل خمسون أو ستون أو حتى مائة سنة .. في نظرك تستحق ان تغامر بفقد الخلود الذي تحب ؟؟؟؟؟

رزقنا الله و إياكم النعيم المقيم في الفردوس الأعلى بجور الحبيب المصطفى

كول والله عجزت عن التعبيبر

شكرا على المرور

يا قمر

ما انحرم من ردودك

اللرآآآآئعةه

مع السلامةه